تعرف على مفهوم التضخم وأهميته بالنسبة لاقتصاد الدول

في البداية… ما هو التضخم؟

هو معدل ارتفاع أو انخفاض الأسعار، وهو من أهم القراءات التي يتابعها خبراء الاقتصاد

والبنوك المركزية لأي دولة، فالتضخم يعتبر مقياساً كمياً للمعدل الذي يرتفع فيه متوسط سلعة

ما أو الخدمات في الاقتصاد في فترة من الزمن، ويعني الارتفاع المستمر والعام في الأسعار،

ويتم التعبير عنه بنسبة مئوية.

متى يحدث التضخم؟

واتفق خبراء الاقتصاد على أن التضخم يحدث عندما يتجاوز نمو المعروض النقدي أي الكمية

المعروضة من النقود في الدولة النمو الاقتصادي.

هذا المرشد, يعلمك

كيفية تحقيق 50$ يوميا

مرشد تداول العملات

خطورة التضخم

تتمثل خطورة التضخم في أنه إذا ارتفع كان معنى هذا أن الأسعار مرتفعة مما يضعف من

القيمة أو القوة الشرائية لعملة البلاد، فما كنت تشتريه بمبلغ معين من الأموال تحتاج بعد

ارتفاع التضخم إلى كمية أكبر من المال للحصول عليه، والارتفاع السريع للتضخم والأسعار

يعرض الاقتصاد لانعدام الاستقرار ويؤثر على قدرة المستهلك ومعدل الإنفاق، لذا فإن ثبات

قيمة التضخم واعتدال نسبته أمر ضروري بالنسبة للحالة الاقتصادية، ويعد الوصول إلى هدف

التضخم من أهم مهام البنوك المركزية في أي دولة.

حساب التضخم

تتعرف الحكومة والبنك المركزي على حالة التضخم في البلاد من خلال العديد من المؤشرات

الدالة عليه، وهى مؤشرات الأسعار مثل:

مؤشر أسعار المستهلك الشخصي ومؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين، ويمكن

حساب معدل التضخم لبند واحد أو سلعة معينة أو لإجمالي السلع والخدمات الكلية للبلاد.

دراسة الحالة الاقتصادية

وبمراقبة ومقارنة البيانات الاقتصادية في فترات مختلفة ودراستها جيداً يساعد ذلك في تحديد

ضغوط الأسعار، والأكثر شيوعاً هو حساب التضخم بناءً على قراءة مؤشر أسعار المستهلك.

نسبة التضخم

وكما قلنا فإن البنوك المركزية هدفها تحقيق هدف التضخم البالغ 2 %، فمثلاً قرر بنك

الاحتياطي الفيدرالي أن هذه النسبة هى الأفضل للحفاظ على استقرار التضخم في الولايات

المتحدة، كما أنها هى الأمثل لتساعد على وجود ضغط صعودي للأسعار بصورة معتدلة دون

الإضرار بشكل كبير بالقوة الشرائية لعملة الدولار الأمريكي.

علاقة النمو والتضخم

هناك حالتين للنمو لهما ارتباط وثيق بالتضخم، وهما:

– في حالة التوسع الاقتصادي:

ترتفع الأسعار مع زيادة الطلب على السلع والخدمات، وإذا استمر هذا التوسع دون السيطرة

عليه من الدولة فإن هذا يعرض الاقتصاد لضغوط تضخمية.

– وفي حالة الانكماش الاقتصادي:

تنخفض الأسعار مع انخفاض الدخل والاستهلاك، أي أن الانكماش عكس التضخم، وإذا لم

يسعى البنك المركزي إلى رفع التضخم وإنعاش الاقتصاد والإنفاق يتعرض اقتصاد الدولة إلى

مخاطر الركود والكساد، ويحدث عندما يصل التضخم إلى أقل من صفر في المائة.

أثر التضخم على حياة المستهلك

يجعل ارتفاع التضخم الوحدة من العملة تشتري عدداً أقل من السلع والخدمات مما كانت توفره

في الفترات السابقة، وهذا يعني فقدان العملة لقيمتها بالتدريج، وهذه الخسارة في القوة الشرائية

تسهم في التأثير السلبي على التكلفة العامة للمعيشة وحياة الجمهور، مما يؤدي في النهاية إلى

تباطؤ النمو الاقتصادي أي يقل الإنفاق والشراء، ويضر التضخم بالأفراد الذين يحتفظون

بالأموال لأنه يقلل من قيمة ممتلكاتهم النقدية.

إجراءات البنوك المركزية للحد من التضخم

تتغير السياسة النقدية التي تتخذها البنوك المركزية طبقاً للحالة الاقتصادية للبلاد، وذلك من

خلال التحكم في أسعار الفائدة وعدة عوامل أخرى:

– عند تباطؤ النمو وضعف التضخم:

تساعد الدولة على الإنفاق والاستهلاك من خلال خفض سعر الفائدة مما يؤدي إلى ميل الأفراد

والشركات إلى الإنفاق والاستثمار وتحريك عجلة النمو، بالإضافة إلى تيسير الاقتراض،

وزيادة المعروض النقدي وتقليل احتياطي البنوك من المال.

– وعند ارتفاع التضخم يرفع البنك المركزي سعر الفائدة مما يؤدي إلى ميل الأفراد إلى

الادخار، فتقل الضغوط التضخمية ويحدث التوازن المرغوب.